أخرج الحاكم في مستدركه عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء المشركون إلى أبي بكر فقالوا: هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس. وهذا أمر عجيب جدًّا، وَضَعْ نفسك مكان أبي بكر الصديق، فالمسافة بين مكة والقدس أكثر من مائة يوم للذهاب فقط، فكيف يذهب، ويعود في ليلة؟! قال: أوَقال ذلك؟ قالوا: نعم. فقال: لقد صدق. دون أن يذهب إلى رسول الله ليستوثق منه، ثم يعطي التبرير لمن يستمع له، قال: إني لأصدقه بأبعد من ذلك بخبر السماء غدوة وروحة.
ويقال إنه لأجل هذه الحادثة سمي أبا بكر الصديق، والثابت أن رسول الله هو الذي سمى أبا بكر بالصديق.
روى البخاري عن أنس أن النبي صعد أحد، وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: اثْبُتْ أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ.
بل في رواية الحاكم في المستدرك عن النزال بن سبرة رحمه الله أن الذي سماه بذلك هو الله ، قال النزال بن سبرة: قلنا لعلي: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن أبي بكر. قال: ذاك امرؤ سماه الله الصديق على لسان جبريل، وعلى لسان محمد ، وكان خليفة رسول الله ، رضيه لديننا، فرضيناه لدنيانا. ويقول الله : {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ} [الزُّمر: 33]. قال علي بن أبي طالب : الذي جاء بالصدق محمد ، والذي صدق به هو أبو بكر الصديق .
كما أننا نجد أن حياة الصديق ما هي إلا تصديق مستمرٌ متصلٌ لرسول الله .